34ºc, Sunny
Tuesday, 8th July, 2025
Fans
Fans
Fans
Fans
لم يكن حريق "سنترال رمسيس" الذي وقع الإثنين في قلب العاصمة المصرية القاهرة حادثا عابرا، بعد أن ألقى بظلاله على مختلف القطاعات فأصابها بالشلل التام أو الجزئي.
الحريق الذي استمر قرابة الـ12 ساعة وأسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة آخرين، أثر بشكل مباشر على شبكة الاتصالات وخدمات الإنترنت والدفع الإلكتروني في عموم البلاد، بعد أن اضطرت قوات الحماية المدنية لفصل التيار الكهربائي عن كامل السنترال نتيجة للحريق.
وزير الاتصالات يقطع زيارته للخارج
الحادث دفع وزير الاتصالات المصري عمرو طلعت، إلى قطع زيارته الرسمية إلى الخارج وعودته إلى القاهرة لمتابعة التطورات التداعيات، وأكد خلال تفقده مبنى سنترال رمسيس إنه خلال 24 ساعة ستكون كافة خدمات الاتصالات قد عادت بشكل تدريجي، موضحا أنه تم نقل كافة الخدمات إلى أكثر من سنترال ليعملوا كشبكة بديلة.
ونفى الوزير في بيان رسمي أن تكون مصر معتمدة على سنترال رمسيس فقط كمركز رئيسي لخدمات الاتصالات، مبينا أن سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لأيام، وأنه رغم ذلك ستعود الخدمات بشكل تدريجي بعد ما تم نقل كافة الخدمات التي توجد في سنترال رمسيس إلى أكثر من سنترال.
تأثر القطاعات الحيوية بحريق سنترال رمسيس
عديد من القطاعات في مصر تأثرت بشكل كبير بحريق سنترال رمسيس لعل أبرزها قطاع الطيران المدني، حيث تعطلت العديد من الرحلات بمطار القاهرة الدولي نتيجة العطل المفاجيء في شبكات الاتصالات والإنترنت، وذلك قبل أن تعلن وزارة الطيران، الثلاثاء، عن عودة حركة التشغيل إلى طبيعتها بمطار القاهرة، واستعادة نظام التشغيل بالكامل في جميع مباني الركاب، وذلك من خلال تنفيذ حلول بديلة بالتنسيق والتعاون الكامل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكافة الجهات المعنية.
البورصة المصرية تأثرت هي الأخرى وأعلنت، الثلاثاء، تعليق التداول، وقالت في بيان لها إن هذا القرار جاء حرصا على مصالح كافة الأطراف وعلى تكافؤ الفرص بين المتعاملين، ولكي تتمكن شركات السمسرة من التواصل بالكفاءة المطلوبة مع كافة أطراف منظومة التداول.
الأعطال طالت البنوك والتطبيقات المالية على الهواتف المحمولة، حيث اشتكى عدد من المواطنين من توقف الخدمات المالية على تطبيق "إنستاباي" والمحافظ الإلكترونية، بالإضافة إلى ماكينات الصراف الآلي.
وعلى الرغم من المخاوف من تعطل العمل بالبنوك إلا أنها باشرت عملها بشكل طبيعي، وقال اتحاد بنوك مصر إن البنوك ستعمل بشكل طبيعي الثلاثاء، دون أي تأثر من حريق سنترال رمسيس.
وذكر مصدر في بنك مصر في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إن البنوك لم تتأثر بالأعطال التي طرأت على شبكات الاتصالات، مشيرا إلى أن البنوك لم تواجه أية عوائق في عملها وتعمل بكل طاقتها لخدمة المواطنين.
في السياق نفسه حذرت الشعبة العامة للمخابز من احتمالية حدوث مشكلة في شبكة صرف الخبز المدعم اليوم الثلاثاء، في بعض المناطق بسبب حريق سنترال رمسيس وتعطل شبكات الاتصال، موضحة في بيان لها أنه في حالة عدم حل هذه المشكلة، سيتعين على جميع المخابز تجميع بطاقات المواطنين لصرف الخبز بناء على البطاقات المجمعة.
تعطل الحياة اليومية في العديد من المناطق
وقالت الخبيرة في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي رحاب الرحماوي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إن حريق رمسيس أحدث شللا في قطاع الأعمال والمصارف بعد أن توقفت منصات الدفع، وهو ما أثّر مباشرة على المعاملات المالية اليومية، مشيرة إلى أن العلامات التجارية الكبرى داخل المولات العصرية اضطرت للإغلاق بسبب انقطاع خدمات الدفع الإلكتروني.
وأضافت أن الحريق أدى كذلك إلى تعطّل أنظمة النقل العام، حيث أثر انقطاع الاتصال على أنظمة حجز تذاكر القطارات في السكك الحديدية، مما تسبب في تأخير بالقطارات وتعطّل بخدمات الحجز
وأشارت إلى أن حريق سنترال رمسيس كشف ضعف إجراءات حماية المنشآت الحيوية، موضحة أن الحريق أثار تساؤلات حول جهوزية البنية التحتية الحساسة للحماية المدنية والتصدي السريع للكوارث، وأعاد النقاش حول ضرورة إنشاء سنترالات احتياطية وتحسين تأمين مواقع البيانات الحيوية.
وأكدت أن هذا الحادث أبرز أهمية الحاجة لتعزيز الأمان الوقائي والتكرارية الجغرافية للمنشآت الحيوية، واعتماد خطط طوارئ فعّالة، والاستعداد للتحوّل الرقمي المتزايد في الاقتصاد.
أهمية سنترال رمسيس
وبحسب الرحماوي فإن أهمية سنترال رمسيس تعود إلى أنه قلب الشبكة الرقمية في مصر، كونه من أكبر مراكز الاتصالات في البلاد، حيث يربط شبكات الإنترنت الثابت والمحمول والكابلات البحرية الدولية بشبكات التوزيع المحلية.
ولفتت إلى أن سنترال رمسيس هو جزء من البنية التحتية الوطنية للبيانات، حيث يحتوي على خوادم وأجهزة نقل بيانات للوزارات والمؤسسات المالية والشركات الحكومية وغيرها، موضحة أن تعطله يعني توقف الخدمة لملايين المستخدمين.
الضجة التي أحدثها حريق سنترال رمسيس وتداعيات الحادث غير المتوقعة دفعت مجلس النواب إلى استدعاء وزير الاتصالات في اجتماع عاجل اليوم الثلاثاء بلجنة الاتصالات البرلمانية لعرض ملابسات الحريق، فيما تعهد المجلس بكشف الحقائق للرأي العام.
تم النشر بواسطة / محسن طه